الوطن ليس لحية
بالمناسبة أنا هنا سأحاولـــ أن أبدو بصورة أكثر أدباً، كونــ الثورة الشبابية علمتنا أشياء كثيرة لم نتعلمها من قبل، ليس لإننا لم نكن كذلك ولكن علمونا قلة الأدب قبل الأدبـــ كنوع من التغير الذي يجب علينا إتباعه، كما نتبع مسلسل الفتاوي التي تصدر عندنا حسب الحال ودرجات الحرارة..
المهم ليس هذا كل ما أود قولـــه، فهناك الكثير من الاشياء التي تمنحني حرية التنفس في أي مكان ومتى ما أريــد، ربما أول تلك الأشياء بأني اصبحت مواطن يمني يعيش حريته على أكمل وجه ولن يستطيع أحد أن ينتزع مني هذه الحرية التي تأتي حروفها وحقيقتها في كل آن وكل حين.
لهذا حين كانت الثورة الشبابية شبابية شباببية شبابية شبابية...
كان الجميع يترقب هذه الثورة بشغف ويتمنى أن يكون مع اولئك الشباب طيلة الوقت، ربما الرئيس صالح احد اولئك الذين شعر بحرمانه من هذه الثورة وتمنى لو كان فيها، لما لهذه الثورة من وجود حقيقي وأخلاقي وإرادة كسرت كل أنواع القوة والقنابل والعساكر والدسامس والبانات ....
وهنا أتذكر الأيام الأولى لاعتصامنا أمام جامعة صنعاء، كانت هناك حالة أشبه بمسلسل التيتانيك، كانت أغلب الأشياء تجبرك على البكاء، لما تشعره من حالة تعاون وتألف بين الحاضرين، كانوا رائعون بما تستطيع أن تقول عليهم ملائكة للرحمة، لكنها أيام وانتهت فما أن قام اللقاء المشترك بالنزول إلى الساحة خاصة اولئك الذين ترقبوا فتوى من آلهتهم تغير الوضع تماماً، بدأنا نشعر بأن هناك عيونــ لاتتقبل وجودنا تلاحقنا بالحش حتى شعرنا بأننا في مزرعة للبصل، بدأت علامات الساعات التطرفية والحزبية تظهر بقــوة، هناك من ينام على الرصيف بكامل وطنيته وهناك من ينام وحوله كثيراً من الوساداة الخالية، بدأت منصة الساحة تصرح عن إبتكاراتها واختراعات الصحن الدوار، وظهور الكثير من اللحى الملونة والمقرمشة تعرف عن هويتها، لأول مره اعرف أن اليمن بلاد المليون عالم والمليون مفتي والمليونـــ زاهد والمليونــ محنى.
تم اقصاء الكثير من الذين كان لهم حضورهم الأول في هذه الساحة بحجة أنه يساري وآخر بحجة أنه جومباز، بدأ تلفيق الإشاعات على البعض وإتهامهم بأنهم مندسين، فاصبحنا نعاني من هذه التهم التي لاتختلف عن تهم النظام بتاتاً، وحين بدأ القوم ببسط خيامهم تم حجز مساحات كبيرة لأناس لم يأتوا بعد ويجب عليك أن لاتتعرض لتلك المساحات لإنك ستتعرض للمسائلة القانونـــية وربما بين عشية وضحاها تصبح " بلطجي" وأنت الذي لاحول ولاقوة لك مجرد رعوي يمني تطالب بحقوق المواطنة، لتصبح كفقير اليهود لم يشرب الخمر في الدنيا ولم يدخل الجنة في الآخرة.
وبعدها بدأ يطفوا على السطح الناطقين الرسميين بإسم الشباب، شخصيات تنام على سرير دافئ وتنعم بالنعيم، وتعبر عن هولاء الشباب الذين بالفعل بدأوا يشعرون بخيبة الأمل، منهم من قضي نحبه ومات شهيداً ومنهم قضى نحبه وهاجر إلى البيت ومنهم من بقي يترقب في داخل الساحة مصيره القادم.
وأمام كل هذا لا أستطيع القول إلا ما أعظمكم أيها الشباب المناضلون في ساحة الحرية، رغم حقوقكم المسلوبة ورغم ثورتكم التي اعتلتها بعض الوجوه الملوثة إلا أنكم مازلتم تقولاً صبراً لأجل هذا الوطن ولأجل إنسانيتكم وصدقكم في إزدهار هذا الوطن.
إني أرى وأشاهد ماتتعرضون له من ظلم في هذه الساحة وكيف يعمل هولاء على قتل أحلامكم الكبيرة وكيف تناضلون وأنتم لاتمتلكون قيمة شربة ماء، وكيف هم مستغاثين بكل الاحتياجات التي تأتيهم دون أي مطالبة او تعب فيها.
لكن لاعليكم أنتم الثوار الحقيقيون انتم من أحرجتم النظام واحرجتم تلك الوجوهـ التي كانت تعمل على خدمة النظام، فصبراً سيسقط كل المرتجفون والمتحصنون خلف حصونهم الهشة، ستسقط كل القلوب الخبيثة، مادامت أرواحكم نقية كنقاء السماء.
فاصلة:
إلى كل من يبحثون عن القيادة في ظل الظروف الراهنة ستكونون أنتم اللعنة اللاحقة

تعليقات
إرسال تعليق